يعتبر موضوع الضريبة من المواضيع التي تشغل بال الحكومات على مر العصور ، نظرا لما لها من أثر عميق على أحوال الشعوب سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، فالضريبة هي ذلك الرابط المادي الذي يربط الفرد بحكومته وببقية أفراد المجتمع ، وهي في نفس الوقت تشكل أداة سياسية فعالة سواء في المجال المالي أو الاقتصادي أو الاجتماعي ، فهي أداة حكم وإدارة وأداة إصلاح اجتماعي واقتصادي . فهي أحد أهم أدوات السياسة المالية التي تستخدمها الدول لإدارة اقتصادياتها ، فبالإضافة إلى كونها مصدرا هاما من ماصدر الدخل الحكومي ، تعتبر الضريبة أداة فعالة لحفز النمو .
وقد عرف نظام الضريبة عدة تحولات بدأت في مراحلها الأولى داخل الجماعات السياسية البدائية ، ونتيجة لاستقرار الحياة القبلية ونمو المرافق العامة والحياة الجماعية ، فقدت الضريبة صفتها الاختيارية لتصبح إجبارية ، كفريضة على الأشخاص أولا ثم تنتقل لتفرض على الأموال ثانيا وأخيرا .
وحاليا أصبحت الضريبة محددة الأبعاد ، حيث تناولها الفقهاء بالتعريف والتحديد ، ووضعوا لها مبادئ حسب متطلبات كل مجتمع على حدة ، فاختلفت سماتها حسب سياق الفكر السائد ، وحسب اختلاف الأنظمة الاقتصادية الاشتراكية أو الرأسمالية ، وحسب الضريبي درجة النمو الاقتصادي بين مجتمع وآخر .
ونظرا للأهمية الكبيرة التي تحتلها الضرائب في الهيكل الاقتصادي للبلاد ، فقد اختلف الاقتصاديون والباحثون في تحديد مفهوم الضريبة وضبطه ، فمنهم من يرى أن الضريبة :